• الأقسام

  • نفائس الثمرات – زحزح نفسك عن النار

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين و ثلاثمائة مفصل فمن كبر الله و حمد الله و هلل الله و سبح الله و استغفر الله و عزل حجرا عن طريق الناس أو شوكة أو عظما عن طريق الناس و أمر بمعروف أو نهى عن منكر عدد تلك الستين و الثلاثمائة السلامى فإنه يمسي يومئذ و قد زحزح نفسه عن النار".
  • مفهوم السعادة – الأستاذ أحمد القصص

  • روابط مفيدة

  • الأرشيف

كُنّا وصِرنا (8)

كنا سادة الأرض حماة الدين حراس العقيدة

كنا النور الذي أضاء ظلمات الكفر وبدد ظلمته 

كنا بعقيدتنا تخرُّ لنا الجبابرة والملوك

كنا إذا نزلنا بساحة قوم ساء صباح المنذرين

كنا إذا التقت السيوف مبارزةً تسمع لها صليل وترى قدح نارِ

كنا غزاة أهل حق لم نوالي من كفر

يَرْووْنَ أنَّ جُدُودَنا كَانُوا فَخَاراً للبِشَرْ

كُانُوا غُزَاةً أهلَ حَقٍّ لم يُوَالوا مَنْ كَفَرْ

سَادُوا بِعِزَّةَ دِيْنِنَا ، نُورٌ تَمَدَّدَ وَانتَشَرْ

مَجْدٌ أَضَاءَ الأَرْضَ فَانْشَرَحَتْ بِأضَواءِ القَمَرْ

وَالشَّمْسُ تَحْمِلُ دِفأَهُ عِنْدَ الغُرُوبِ وَفِيْ السَّحَرْ

تُلقِيْ مَدَارَ اليَوْمِ آياتٍ بِهَا الكُفْرُ انْحَسَرْ

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد أخواني الكرام, نحييكم بتحية الإسلام فالسلام

عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته,

ذكر الخطيب وغيره عنه أن عضد الدولة بعث محمد بن الطيب أبو بكر الباقلاني في رسالة إلى ملك الروم، فلما انتهى إليه إذا هو لا يدخل

عليه أحد إلا من باب قصير كهيئة الراكع، ففهم الباقلاني أن مراده « أن ينحني الداخل عليه له كهيئة الراكع لله عز وجل »، فدار إسته إلى

الملك ودخل الباب بظهره يمشي إليه القهقرا، فلما وصل إليه انفتل فسلم عليه، فعرف الملك ذكاءه ومكانه من العلم والفهم، فعظم ه. ويقال :

إن الملك أحضر بين يديه آلة الطرب المسماة بالأرغل، ليستفز عقله بها، فلما سمعها الباقلاني خاف على نفسه أن يظهر منه حركة ناقصة

بحضرة الملك، فجعل لا يألوا جهداً أن جرح رجله حتى خرج منها الدم الكثير، فاشتغل بالألم عن الطرب، ولم يظهر عليه شيء من النقص

والخفة، فعجب الملك من ذلك، ثم إن الملك استكشف الأمر فإذا هو قد جرح نفسه بما أشغله عن الطرب، فتحقق الملك وفور همته وعلو عزيمته،

فإن هذه الآلة لا يسمعها أحد إلا طرب شاء أم أبى. )البداية والنهاية/ 11 لأبن كثير(

استميحك عذرا يا ابن الطيب الباقلاني …

ولله درك ما أروعها من عزّة ورفعة ومهابة للاسلام والمسلمين.

آه على زمان بات حكامنا ينحنون ويركعون ويسجدون بل ويقبّلون أقدام أعداء أمتهم!!

عذراً رباه… عذراً

اللهم إني اعتذر إليك من نفسي فكم من ميت قضى نحبه وانقضى أجله وغُيّب في صدع من الأرض قد خلع الأسباب وفارق الأحباب وسكن

التراب وواجه الحساب مرتهنا بعمله فقيراً إلى ما قدّم غنيا عما ترك, ومع ذلك لا اعتبرنا ولا اتعظنا.

اللهم إني اعتذر إليك من رجال ما هم برجال, حكموا فظلموا, ملكوا فبغوا, ضربوا فأوجعوا, قتلوا فسفكوا, ضحكوا فبكينا, شبعوا فجعنا,

سعدوا فشقينا, ضُربوا فذلوا.

اللهم إني اعتذر إليك من علماء استُفتوا فما أفتوا, وعرفوا فخرسوا, وعلموا فما عملوا.

اللهم إني اعتذر إليك من جندٍ وفرسانٍ وضباط جيوشٍ حوصروا فما فُكّوا, وقوتلوا فما قاتلوا, وقُتلوا فما قَتلوا, وانتهكت أعراضهم فما ثأروا,

واغتصبت نسائهم فما ثاروا, واحتلت بلادهم فما حرروا, واستنصروا فما نصروا.

اللهم إني أعتذر إليك من أناس أكلوا فشبعوا, ولُهّوا فالتهوا, ضُللوا فضلوا, واستهين بهم فهانوا, عبدوا الدنيا فاستُعبدوا, ذُكّروا فما ذكروا,

واتُعظوا فما اتعظوا, أُمروا بالمعروف فأعرضوا, ونُهوا عن المنكر فسخروا, غاب الراعي فأُكلوا, هم بالدنيا ملتهون وباللهو معرضون وبأِعراضهم

يُصرّون ويستكبرون, وإذا ذُكّروا لا ينتهون.

اللهم إني أعتذر إليك من رجال حملوا الدعوة فحملتهم, ركضوا للدنيا فضلتهم, علموا بالحق فما صدعوا, طُلبوا للدعوة فما لبّوا.

اعتذر إليك ربي من قلب لا يخشع, وأذن لا تسمع, وعين لا تدمع, ولسان لا يصدع.

وإلى لقاء اخر اخواني الكرام مع سلسلة حلقات كنا وصرنا نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الكاتب: تراب

أضف تعليق