• الأقسام

  • نفائس الثمرات – زحزح نفسك عن النار

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين و ثلاثمائة مفصل فمن كبر الله و حمد الله و هلل الله و سبح الله و استغفر الله و عزل حجرا عن طريق الناس أو شوكة أو عظما عن طريق الناس و أمر بمعروف أو نهى عن منكر عدد تلك الستين و الثلاثمائة السلامى فإنه يمسي يومئذ و قد زحزح نفسه عن النار".
  • مفهوم السعادة – الأستاذ أحمد القصص

  • روابط مفيدة

  • الأرشيف

كُنّا وصِرنا (7)

 

كنا سادة الأرض حماة الدين حراس العقيدة

كنا النور الذي أضاء ظلمات الكفر وبدد ظلمته

كنا بعقيدتنا تخرُّ لنا الجبابرة والملوك

كنا إذا نزلنا بساحة قوم ساء صباح المنذرين

كنا إذا التقت السيوف مبارزةً تسمع لها صليل وترى قدح نارِ

كنا غزاة أهل حق لم نوالي من كفر

يَرْووْنَ أنَّ جُدُودَنا كَانُوا فَخَاراً للبِشَرْ

كُانُوا غُزَاةً أهلَ حَقٍّ لم يُوَالوا مَنْ كَفَرْ

سَادُوا بِعِزَّةَ دِيْنِنَا ، نُورٌ تَمَدَّدَ وَانتَشَرْمَجْدٌ أَضَاءَ الأَرْضَ فَانْشَرَحَتْ بِأضَواءِ القَمَرْ 

وَالشَّمْسُ تَحْمِلُ دِفأَهُ عِنْدَ الغُرُوبِ وَفِيْ السَّحَرْ

تُلقِيْ مَدَارَ اليَوْمِ آياتٍ بِهَا الكُفْرُ انْحَسَرْ

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد أخواني الكرام, نحييكم بتحية الإسلام فالسلام

عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته,

تتولّى دائرة الخارجية جميع الشؤون الخارجية التي تتعلق بعلاقة دولة الخلافة بالدول الأجنبية، مهما كانت هذه الشؤون، وهذه العلاقات، سواء

كانت تتعلق بالناحية السياسية، وما يتبعها من اتفاقات ومصالحات وهُدَن، ومفاوضات وتبادل سفراء، وإرسال رُسُل ومندوبين، وإقامة سفارات

وقنصليات، أم كانت هذه العلاقات تتعلق بالنواحي الاقتصادية، أو الزراعية، أو التجارية، أو المواصلات البريدية، أو السلكية أو اللاسلكية ونحوها.

فكل هذه الأمور تتولاها دائرة الخارجية، لأنها تمسّ علاقة الدولة بغيرها من الدول.

وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يُقِيم العلاقات الخارجية مع الدول والكيانات الأخرى. فقد أرسل عثمان بن عفان ليفاوض قريشاً، كما

فاوض هو رسل قريش، وكذلك أرسل الرسل إلى الملوك، كما استقبل رُسل الملوك والأمراء، وعقد الاتفاقات والمصالحات. وكذلك كان خلفاؤه مِن

بعده يُقيمون العلاقات السياسية مع غيرهم من الدول والكيانات. كما كانوا يُولّون من يَقوم عنهم بذلك، على أساس أن ما يقوم به الشخص

بنفسه له أن يُوكِل فيه عنه، وأن يُنيب عنه من يقوم له به.

ان حكامنا سطروا في التاريخ ابشع واحط وادنى مستويات المفاوضات مع الكفار, وكيف لا وحكامنا والكفار من معدن واحد, فهمنا يفرحهم,

وفرحنا يغضبهم, قاتلونا قبل ان يقاتلوا اعداءنا واسلمونا للكفر والكفار, فحسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

واليكم بعض الامثلة في كيفية المفاوضات السياسية بين دولة الخلافة وبين الدول الاخرى, فوالله ان العين لتدمع من هذه المواقف المشرفة:

أخرج ابن عساكر قال : بعث هامان إلى خالد ابن الوليد : أن رأيت أن تخرج إليّ في فوارس واخرج إليك بمثلهم ، أذكرك أمرا لنا ولكم فيه صلاح

وخير ، ففعل خالد ابن الوليد موافقة له ، فلما اجتمعا كان فيما عرض عليه أن قال له : قد علمت إن الذي أخرجكم من بلادكم غلاء السعر

وضيق الأمر بكم ، وإني قد رأيت ان أعطى كل رجل منكم عشرة دنانير وراحلة تحمل حملها من الطعام والكسوة والأدم فترجعون بها إلى

بلادكم ، وتعيشون بها أهاليكم ، ونحن نعين لكم هذا في هذه المرة ، فإذا كان من قابل بعثتم إلينا فبعثنا إليكم بمثله ، فإنا قد جئناكم ومعنا

من الجيوش والعدد ما لا قِبل لكم به ، فقال له خالد : ما أخرجنا من بلادنا جوع ولا ضيق أمر ، ولكننا معشر العرب نشرب الدماء ، فقيل لنا أن لا

دم أحلى من دم الروم فأقبلنا نهريق دماءكم ونشربها ، قال فنظر أصحابه بعضهم إلي بعض وقالوا : هذا ما كنا نحدث به عن العرب من شربها

الدماء ثم انصرف .

وهذه قصة ربعي بن عامر رضي الله عنه مع رستم شاهدة على هذه العزة لدولة الخلافة، فقد طلب رستم من سعد بن أبي وقاص رضي الله

عنه أن يبعث إليه رسولاً يطالبه قبل أن يبدأ القتال في معركة القادسية، فأرسل إليه المغيرة بن شعبة، فكان مما قاله لرستم: إنا ليس طلبنا

الدنيا، وإنما همنا وطلبنا الآخرة، ثم بعث إليه سعد رسولاً آخر، وهو ربعي بن عامر، فدخل عليه، وقد زينوا مجلسه بالنمارق المذهبة والحرير،

وأظهروا اليواقيت واللآلئ الثمينة، وقد جلس على سرير من ذهب، ودخل ربعي بثياب صفيقة وسيف وترس وفرس قصيرة، ولم يزل راكبها حتى

داس بها على طرف البساط، ثم نزل وربطها ببعض تلك الوسائد، وأقبل وعليه سلاحه ودرعه، فقالوا له: ضع سلاحك، فقال: إني لم آتكم، وإنما

جئتكم حين دعوتموني، فإن تركتموني هكذا وإلا رجعت، فقال رستم: ائذنوا له، فأقبل يتوكأ على رمحه فوق النمارق فخرقها فقالوا له: ما جاء

بكم؟ قال: الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا

بدينه إلى خلقه، لندعوهم إليه، فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه، ومن أبى قاتلناه أبداً حتى نفضي إلى موعود الله، قالوا: وما موعود الله؟

قال: الجنة لمن مات على قتال من أبى، والظفر لمن بقي.

هذا الصحابي الجليل عاش وعيشنا معه في العزّة بأسمى معانيها، ربّى الإيمان عزته، فغدت الدنيا حقيرة، ومباهجها صغيرة…

** وورد في كتاب المغازي للواقدي- عن سعيد بن المسيب، قال حصر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه بضع عشرة حتى خلص

إلى كل امرئ منهم الكرب وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم « اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك اللهم إنك إن تشأ لا تعبد « فبينا هم

على ذلك من الحال أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عيينة بن حصن قائلا: أرأيت إن جعلت لكم ثلث تمر المدينة ترجعان بمن معكم

وتخذلان بين الأعراب ؟ قالا : تعطينا نصف تمر المدينة . فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يزيدهما على الثلث فرضيا بذلك وجاءا في

عشرة من قومهما حين تقارب الأمر فجاءوا وقد أحضر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه وأحضر الصحيفة والدواة وأحضر عثمان بن

عفان فأعطاه الصحيفة وهو يريد أن يكتب الصلح بينهم وعباد بن بشر قائم على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم مقنع في الحديد,

فأقبل أسيد بن حضير إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم ولا يدري بما كان من الكلام فلما جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء

عيينة مادا رجليه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلم ما يريدون فقال يا عين الهجرس اقبض رجليك أتمد رجليك بين يدي رسول الله

؟ ومعه الرمح . والله لولا رسول الله لأنفذت خصيتيك بالرمح.

بالله عليكم أيها المسلمون هل يوجد رئيسا او ملكا او شخصا يجرؤ على قول هذا؟ ما بالكم صامتين ما بالكم اصبحتم تتسابقون على نيل

الرضى من اعداء الاسلام ما بالكم؟! هل نسيتم انكم خير امة اخرجت للناس ما بالكم هائمين على وجوهكم ما بالكم. استحلفكم بالله

كفانا ذلا وهوانا وتشريدا استحلفكم بالله ان تعيدوا امجادنا.

وإلى لقاء اخر اخواني الكرام في سلسلة حلقات كنا وصرنا نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الكاتب: تراب

أضف تعليق