• الأقسام

  • نفائس الثمرات – زحزح نفسك عن النار

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين و ثلاثمائة مفصل فمن كبر الله و حمد الله و هلل الله و سبح الله و استغفر الله و عزل حجرا عن طريق الناس أو شوكة أو عظما عن طريق الناس و أمر بمعروف أو نهى عن منكر عدد تلك الستين و الثلاثمائة السلامى فإنه يمسي يومئذ و قد زحزح نفسه عن النار".
  • مفهوم السعادة – الأستاذ أحمد القصص

  • روابط مفيدة

  • الأرشيف

كُنّا وصِرنا (٦)

كنا سادة الأرض حماة الدين حراس العقيدة
كنا النور الذي أضاء ظلمات الكفر وبدد ظلمته
كنا بعقيدتنا تخرُّ لنا الجبابرة والملوك
كنا إذا نزلنا بساحة قوم ساء صباح المنذرين
كنا إذا التقت السيوف مبارزةً تسمع لها صليل وترى قدح نارِ
كنا غزاة أهل حق لم نوالي من كفر
يَـرْووْنَ أنَّ جُدُودَنـا كَانُـوا فَخَـاراً للبِـشَـرْ
كُانُوا غُزَاةً أهـلَ حَـقٍّ لـم يُوَالـوا مَـنْ كَفَـرْ
سَـادُوا بِعِـزَّةَ دِيْنِنَـا ، نُـورٌ تَمَـدَّدَ وَانتَشَـرْ
مَجْدٌ أَضَاءَ الأَرْضَ فَانْشَرَحَـتْ بِأضَـواءِ القَمَـرْ
وَالشَّمْسُ تَحْمِلُ دِفأَهُ عِنْدَ الغُرُوبِ وَفِـيْ السَّحَـرْ
تُلقِيْ مَـدَارَ اليَـوْمِ آيـاتٍ بِهَـا الكُفْـرُ انْحَسَـرْ

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد أخواني الكرام, نحييكم بتحية الإسلام فالسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته,

سنتكلم الليلة عن حادثة ضربت لنا مثالا عظيما عن عزة المسلمين وقوتهم يوم ان طبقوا حكم الله من خلال دولة الجهاد:

خرج ملك الروم من القسطنطينية في ست مئة ألف مقاتلا خارجا لقتال المسلمين ، فكانوا لا يدركهم الطرف، ولا يحصرهم العدد، بل كتائب متواصلة، وعساكر متزاحمة، وكراديس يتلو بعضها بعضا كالجبال الشوامخ ، وقد أعدوا من السلاح، والآلات لفتح الحصون ما يعجز الوصف عنها.
وكان القائد المسلم التركي ألب أرسلان سلطان العراق والعجم يومئذ، قد جمع وجوه مملكته، وقال : قد علمتم ما نزل بالمسلمين، فما رأيكم ؟ قالوا: رأينا لرأيك تبع، وهذه الجموع لا قبل لأحد بها، قال : وأين المفر؟ لم يبق إلا الموت، فموتوا كراما أحسن، قالوا : أما إذا سمحت بنفسك فنفوسنا لك الفداء، فعزموا على ملاقاتهم، وكان المسلمون اثنا عشر ألفا من الفرسان. فاصطف الجيشان، ثم قال : بسم اللّه وعلى بركة اللّه احملوا معي، ولا يضرب أحد منكم بسيف ولا يرمي بسهم إلى أن أفعل وحمل وحملوا معه حملة واحدة خرقوا صفوف المشركين، صفا بعد صف لا يقف لهم شيء حتى انتهوا إلى سرادق الملك فما شعر حتى قبضوا عليه، وقتلوا كل من كان حوله، وقطعوا رأس احد الكفار فرفعوها على رمح وصاحوا قتل الملك لبث الرعب بين جيش العدو، فولوا منهزمين . وجلس ألب أرسلان على كرسي الملك وعلى فراشه، وأكل من طعامه، ولبس من ثيابه وأحضر الملك بين يديه، وفي عنقه حبل، فقال الب ارسلان : ما كنت صانعا لو ظفرت بي ؟ قال : أو تشك أنت في قتلك حينئذ؟ قال ألب أرسلان : وأنت أقل في عيني من أن أقتلك، اذهبوا فبيعوه، فطافوا به جميع العسكر والحبل في عنقه، ينادى عليه بالدراهم والفلوس، فما يشتريه أحد . حتى انتهوا في آخر العسكر إلى رجل، فقال : إن بعتمونيه بهذا الكلب اشتريته، فأخذوه، وأخذوا الكلب وأتوا بهما إلى ألب أرسلان، وأخبروه بما صنعوا به وبما دفع فيه، فقال : الكلب خير منه لأنه ينفع وهذا لا ينفع، خذوا الكلب واعطوه الملك، ثم إنه بعد ذلك أمر بإطلاقه، وأن يجعل الكلب قرينه مربوطا في عنقه، ووكل به من يوصله إلى بلاده، فلما وصل الى بلاده عزله قومه عن المُلك وكحلوا عينيه بالنار.

يعجز اللسان عن التعليق يا سادة
لما تلمسنا من العزة يا قادة

هكذا كنا يوم ان اعتز المسلمون بدينهم وطبقوا شرعة الله وحملوا رسالته فأعزهم الله ورضي عنهم وقذف في قلوب أعدائهم المهابة منهم… وكان اللقاء بيننا وبينهم في ساحات القتال لا طاولات المفاوضات ولم يكن خليفة المسلمين ليعقد صلحا او تهدئة وبلاد الاسلام محتلة مغتصبة.

هكذا كنا يوم كانت دولة الخلافة قائمة تطبق شرع الله يستوي فيها الخليفة وعامل النظافة, وابن القاضي مع ابن الفقير هذا ان كان في الدولة فقراء.

افتخروا بدينكم ايها الناس… وافتخروا بخلافتكم التي ارهبت الشرق والغرب وطبقت حكم الله فرضي عنها ساكن السماء وساكن الارض واعملوا لاقامتها فالعمل لها عمل الانبياء والرسل.

ملكــــنا هذه الدنيا قرونا… وأخضعها جدود خـــالدونا
وسطرنا صحائف من ضياءٍ… فما نسي الزمان ولا نســينا
حملناها سيوفًا لامعاتٍ… غــداة الرَوع تأبى أن تلينا
إذا خرجت من الأغماد يومًا… رأيت الهول والفتح المبينا

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم, والى حلقة اخرى نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الكاتب: تراب

أضف تعليق