• الأقسام

  • نفائس الثمرات – زحزح نفسك عن النار

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين و ثلاثمائة مفصل فمن كبر الله و حمد الله و هلل الله و سبح الله و استغفر الله و عزل حجرا عن طريق الناس أو شوكة أو عظما عن طريق الناس و أمر بمعروف أو نهى عن منكر عدد تلك الستين و الثلاثمائة السلامى فإنه يمسي يومئذ و قد زحزح نفسه عن النار".
  • مفهوم السعادة – الأستاذ أحمد القصص

  • روابط مفيدة

  • الأرشيف

كُنّا وصِرنا (٤)

كنا سادة الأرض حماة الدين حراس العقيدة
كنا النور الذي أضاء ظلمات الكفر وبدد ظلمته
كنا بعقيدتنا تخرُّ لنا الجبابرة والملوك
كنا إذا نزلنا بساحة قوم ساء صباح المنذرين
كنا إذا التقت السيوف مبارزةً تسمع لها صليل وترى قدح نارِ
كنا غزاة أهل حق لم نوالي من كفر
يَـرْووْنَ أنَّ جُدُودَنـا كَانُـوا فَخَـاراً للبِـشَـرْ
كُانُوا غُزَاةً أهـلَ حَـقٍّ لـم يُوَالـوا مَـنْ كَفَـرْ
سَـادُوا بِعِـزَّةَ دِيْنِنَـا ، نُـورٌ تَمَـدَّدَ وَانتَشَـرْ
مَجْدٌ أَضَاءَ الأَرْضَ فَانْشَرَحَـتْ بِأضَـواءِ القَمَـرْ
وَالشَّمْسُ تَحْمِلُ دِفأَهُ عِنْدَ الغُرُوبِ وَفِـيْ السَّحَـرْ
تُلقِيْ مَـدَارَ اليَـوْمِ آيـاتٍ بِهَـا الكُفْـرُ انْحَسَـرْ

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد أخواني الكرام, نحييكم بتحية الإسلام فالسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته,

اخرج ابن جرير وابو نعيم عن عمير الصائدي قال: لما أقحم سعد الناس في دجلة اقترنوا أي انقسم الجيش كل اثنين مع بعضهما البعض فكان سلمان قرين سعد إلى جانبه يسايره في الماء وقال سعد ذلك تقدير العزيز العليم والماء يطمو بهم وما يزال فرس يستوي قائما إذا أعيا ينشز له تلعة فيستريح عليها كأنه على الأرض فلم يكن بالمدائن أمر أعجب من ذلك وكان يدعى يوم الجراثيم, لا يعيى احد إلا نشزت له جرثومة (تلّة من التراب) يستريح عليها. وعند ابو نعيم في الدلائل عن حبيب بن أصفهان ابي مالك قال: لما عبر المسلمون يوم المدائن دجلة فنظر إليهم العدو يعبرون جعلوا يقولون بالفارسية: ديوانند ( أي عفاريت) فقال بعضهم لبعض: إنكم ما تقاتلون الإنس, وما تقاتلون إلا الجن! فانهزِموا.

هذه صورة واحدة من صور مهابة أعدائنا منا يوم كانت لنا دولة, وأي دولة! الدولة الأولى في العالم, يوم كانت الأمم تخشى قوتنا وعظماء الأرض تنحني لعزتنا.
كُنّا نُسمى بالعفاريت!! لجرأتنا على الموت في سبيل الله, غير مبالين أوقعنا عليه أم وقع علينا.

أما اليوم, فماذا عسانا نقول؟!

خسرنا مهابتنا في قلوب أعدائنا بخسراننا خلافتنا, حتى بِتنا أكثر أهل الأرض ذبحا وتقتيلا وضياعا وتشرذما.
ورغم أننا في ذل وهوان ولسنا في عز وتمكين ويستوجب علينا أن نبحث عن ما يعيدنا لسابق عهدنا إلا أننا أصبحنا أشد ظلماً لأنفسنا ولهواً بدنيانا وانغماساً بالترف وانشغالاً عن قضايانا وركضاً خلف الدنيا الواهية إلا من رحم ربي. فلا حل لنا إلا بإعادة دولة الخلافة الإسلامية.

فالخلافة الاسلامية دولة كل المسلمين, ومطلب لهم, وواجب في اعناقهم, فالمسلم في امريكا كالمسلم في اوروبا, والمسلم في الصين كالمسلم في المغرب. والخلافة هي ليست دولة عرق او حزب او نسب فلا فضل لاحد على اخر الا بالتقوى.

ماذا عسى سعد بن أبي وقاص أن يقول اليوم لو رأى أمة محمد صلى الله عليه وسلم تنهش بها أمم الكفر والطغيان من يهود ونصارى كما تنهش الكلاب المسعورة على الجيفة الميتة, يقتلون شيوخهم, ويأسرون شبابهم, وينتهكون حرماتهم, ويهدمون مساجدهم والأمة غافلة!!!

فالخلافة الاسلامية التي ما تخيّل الصحابة ولا التابعين ولا تابعي التابعين أن تُهدم في يوم من الأيام ها هي غائبة أكثر من 84 عاما…
وفي فلسطين وأفغانستان والعراق والشيشان وأوزباكستان وكشمير والفلبين وغيرها دماء تسيل ونساء ترمل وأطفال ييتمون, مآسي يندى لها الجبين… بلغت أعداد القتلى منا أكثر من مليوني مسلم خلال عشر سنوات فقط!!!

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، قيل يا رسول الله: فمن قلة يومئذ؟ قال: لا، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، يجعل الوهن في قلوبكم، وينزع الرعب من قلوب عدوكم لحبكم الدنيا وكراهيتكم الموت )).

وإلى لقاء اخر اخواني الكرام في سلسلة حلقات كنا وصرنا نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الكاتب: تراب

أضف تعليق